وجبات التربية والمستشار الفاسد!!

اذكر جيدا في أيام الطفولة البريئة والتي كان كل شيء فيها جميل برياضها ومدارسها وصحبتها وتحصيلها، ولن ننسى وجباتها اللذيذة التي كانت تقوينا في يوم دراسي طويل فيه التحصيل واللعب والغشمرة البريئة والضحك مع الآخرين بدون تفرقة وتمايز، وجبات كانت مفيدة وذات قيمة غذائية وبتوقيت مهم في الفرصة الأولى اذكر ذلك وان نسيت فلن أنسى شوربة العدس والمعكرونة باللحم والسبغاتي وقطعة الدجاجة والخبز التوست والأجبان المنوعة والفواكه المغذية واللبن والحليب الطازج الساخن (يرمى الحليب هذه الأيام في المجاري بآلاف الأطنان يوميا) وغيرها من مكونات الوجبة التي تعتبر بحق عاملا من عوامل تفوق الطالب وتميزه بشكل لا يمكن لأي منصف إلا أن يقر بذلك، وجبة مغذية مكونة من مختلف الأصناف كانت تعتبر بحق غذاء للجسد والمخ والعقل وكانت مخرجات التعليم تنافس أفضل الدول واذكر تخرجنا من الثانوية العامة وسافرنا لنجد أن مستوى تعليمنا الثانوي من المدارس الحكومية في الرياضيات والفيزياء والانجليزي والكيمياء ساعدنا حتى السنة ثانية في الجامعة الغربية وكنا ننافس طلبتهم بمعلوماتنا وحتى بلغتهم في المواد العلمية،
وماذا حدث بعد ذلك تغيرت الأحوال ومع شديد الأسف تحولت من سيئ إلى أسوأ فبدلا من التحصيل العلمي الأكاديمي دخلت الأهواء والسياسة اللتان وأضرتا بالعملية التعليمية لان فاقد الشيء لا يعطيه ولان تركيز وزارة التربية تغير فبدلا من تنمية العقل والجسد وتحولت إلى حشو لا يسمن ولا يغني من جوع على حساب المخرجات.
وتوقفت الوجبات فعانى التلاميذ من النمو العقلي والجسدي، والذي اثر تأثيرا مباشرا على التحصيل بشكل عام، ونأتي إلى مصيبة المصائب مناقصة الوجبات الغذائية المؤجلة منذ سنتين نعم منذ سنتين ونصف لنكن أكثر دقة لعدد 140 ألف وجبة لمدارس المرحلة الابتدائية للمحافظات الست، والتي تقدمت لها عشرون شركة وتأهل منها تقريبا عشر شركات فقط، والشركات غير المؤهلة والتي تريد أن تتأهل تحارب من اجل حصولها على التأهيل ولذلك هي تضغط على الإدارة العليا في وزارة التربية مستغلة علاقتها بمستشار قانوني وافد ذي علاقات مشبوهة والذي تم نقله من إدارة الشؤون القانونية إلى التوريدات فبدلا من فصله وطرده لكثرة ما أثير من حوله،احتضنه احد القيادات وأدخله في جميع اللجان ليكون معول هدم وفساد وإضرار في البلد على حساب مصلحة التلاميذ والعملية التعليمية، فمن يقبل أن تؤجل لجنة المناقصات منفردة المناقصة رقم م ع / 49 / 2009 بدون الرجوع إلى الجهات المختصة في وزارة التربية،أي تلاعب هذا؟ وأين نواب المجلس عن هذا التجاوز الخطير؟ الا يستحق أبناؤنا بعضا من وقتهم؟ وهناك معلومات أخرى ستكشفها الأيام القادمة بسبب تلاعب المستشار الوافد مع بعض القياديين مستغلا علاقته بمسؤولة في إدارة الشؤون القانونية.
نتمنى أن تبادر الوزارة ونقصد بالطبع وزارة التربية بإنهاء إجراءات المناقصة والتي تم إقفال بابها منذ مدة وعدم السماح بالتلاعب بفتحها لمرتين متتاليتين والأكثر من هذا هناك من يريد أن يلعب من الإدارة المعنية مستغلا منصبه لتأهيل شركات قد تقدم وجبات تسمم أبناءنا وبناتنا بسبب عدم مطابقتها للاشتراطات والمواصفات وليست لديها القدرة الفنية واللوجستية لتنفيذ ألف وجبة يومية وليست آلاف الوجبات يوميا وما يترتب عليه من اشتراطات صحية وبيئية وحسنا فعلت وزارة الصحة بإدخال بطل ماء في الوجبة لتعليم التلاميذ على شرب الماء الذي هو أساس للنمو والصحة.

» الفرق بين التربية البدنية و الرياضة