حرية المصور

موضوع: حرية المصور الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 9:48 am

حرية المصور
كثيرا ما يتبادر إلى ذهن المصورين من هواة ومصورين جدد وقسم من المحترفين السؤال التالي؟
هل الحرية مسموحة للمصور و من حقه أن يصور كل شيء؟ أم أن هنالك شروط وضوابط محددة للمصور. ماهي الحرية التي يستطيع التحرك والتمتع ضمن حدودها. وما هو الممنوع والمسموح للمصور؟
هذه التساؤلات شائكة ومعقدة وتختلف من بلد لأخر ولا يمكن أن نقارن أنفسنا كمصورين عرب بالمصورين الأجانب ونستخلص النتائج المجردة لنحكم على الوضع العام بالدكتاتورية أو منع الحقوق والحريات.

نعم هنالك شروط وضوابط محدده للمصورين، رغم وجود القوانين التي تكفل حرية المصور، ولكن كيف نستطيع وضع الحدود بين المسموح والممنوع كي لا يقع المصور في المحذور ويدفع ثمنا باهظا لصورة من المحتمل أن لا تساوي شيئا أمام الرأي العام. بقدر ما تحمل موقفا امنيا محددا.
لكل بلد أنظمة وقوانين شرعت من اجل تنظيم الحياة بكافة أشكالها، وتربط المواطن ببلده وتكفل له حريته وحقوقه مقابل قيامه بواجباته أي (هنالك حقوق و واجبات).
و للمصور أيضا حقوق بصفته مصور ولكن يجب علينا أولا أن نعرف من هو المصور وهل كل من حمل كاميرا يسمى مصور أم هنالك تعليمات و أنظمة وقوانين تنظم هذه الصفة وتحدد من هو المصور.
فالمصورون أصناف وللتصوير أقسام ومن هنا علينا التفريق بين المصور الصحفي المرتبط بمؤسسة إعلامية وبين المصور الحر الذي يمارس التصوير الصحفي ولكن لم يرتبط بمؤسسه إعلامية وصحفيه ويعمل لحسابه الخاص حيث يقوم بأداء واجبه من خلال تقديم خدماته المصورة إلى الصحف والوكالات بالمبلغ المقطوع أو غيرها، وهنالك المصورين الحرفيين من أصحاب الاستوديوهات و المصورين المحترفين من الفنانين المبدعين وغيرهم ممن وصلو لدرجة الاحتراف من خلال الخبرة العملية الطويلة وقدموا أعمالا فنية متميزة وشاركوا في المعارض والمسابقات الدولية وحصلوا على الجوائز وشهادات التقدير،ولهم اسم ومكانه معروفه في عالم التصوير وهنالك أيضا هواة التصوير بمختلف مستوياتهم المبتدئة والمتوسطة والمتقدمة ويمتهنون الطب والهندسة ويعملون في مجالات الأدب والعلم والمعرفة ويحملون الشهادات الأكاديمية المتخصصة والألقاب العلمية ويعشقون التصوير كهواية محببة لايمكن الاستغناء عنها.
ومن خلال ما ذكرته فان الجمعيات والروابط والاتحادات والنقابات الفنية المتخصصة بالتصوير الضوئي، تكون هي صاحبة الشأن في تصنيف المصورين من خلال التعليمات المهنية المفصلة التي يقرها قانون أو نظام المؤسسات الفنية أو النقابية التي تصدر وفقا للقوانين والأنظمة في كافة البلدان.
ومن البديهي أن لكل بلد خصوصيته التي يفرضها القانون ولا يمكن إلغائها أو تجاوزها إلا بمراسيم وقرارات سيادية.
الذي يعنينا ألان هو القوانين والتعليمات التي تنظم وتلزم المصورين ومؤسسات التصوير بمختلف إشكالها وتحدد الحقوق التي يتمتع بها المصور أو المؤسسة الإعلامية والتي لا يسمح له بتجاوزها، وتتفاوت هذه التعليمات من بلد إلى آخر حسب وضعه ومكانته وظروفه السياسية.
فالمصور الصحفي يزود بهوية خاصة تثبت انتمائه للمؤسسة الإعلامية ومخول بالتصوير في الأماكن المحددة التي لا يستطيع الآخرون التصوير فيها وأحيانا لضرورات أمنية تخص البلد يمنع التصوير في بعض الأماكن حفاظا على الإسرار العسكرية أو الأمنية او الدينية وغيرها وهذا الشأن متروك للمؤسسات السيادية في ذلك البلد وهي صاحبة القرار فيه ولا يسمح بتجاوزه إلا في أوقات محدده تقدرها سلطات البلد وبإذن خاص.
ولو أن هنالك قسم من المصورين الصحفيين العرب الذين يعيشون في الدول الاوربيه والتي غالبا ما يكون فيها هامش الحرية أكثر من البلدان العربية، ويطالبون بثورة ضد هذه الأنظمة والقوانين ويصفون أنظمة البلدان العربية بالدكتاتورية إلا أن هذه النظرة تختلف لدى المصورين الأجانب عندما يزورون البلدان العربية فتراهم ملتزمين جدا في التقييد بالتعليمات ويحترمونها مما يدلل على الوعي العالي لدى المصورين الأجانب الذين نتمنى أن يحذو حذوهم المصورين الذين يروجون لأفكار الحرية الغير ملتزمة.
نقاشنا بالدرجة الأولى يشمل المصورين الصحفيين لأنهم المتأثرين فيه أكثر من غيرهم. ولانهم الوحيدين الذين يخاطرون بأنفسهم من اجل تصوير الحقيقة مهما يكن شكلها بحلاوتها ومرها وقساوتها. ولا ننسى أن المصور الصحفي تفرض علية أخلاق المهنة أن يكون ملتزما بالحيادية في تصوير وتوثيق الإحداث أثناء وقوعها أو عند تكليفه بالواجب الصحفي وان لا ينسى أن علية واجبا وطنيا تجاه بلده،
هذا من جانب والجانب الأخر الذي يفرض شروط مقيدة وملزمة للمصور هو الجوانب المتعلقة بالسلامة العامة وعدم المخاطرة إضافة إلى الجوانب الأخلاقية التي تفرضها عاداتنا وتقاليدنا وعلينا الالتزام بها وعدم تجاوزها وهنالك نقطة أخرى تتعلق بالجانب الديني وعدم المساس بالثوابت الدينية كما أن بيئتنا العربية تفرض علينا نوعا من القيود فيما يتعلق بتصوير الفضائح.
مهما تكن النقاط المشتركة بيننا وبين المصورين الأجانب، إلا أن خصوصيتنا وبيئتنا العربية تفرض علينا نوعا من القيود التي يتوجب علينا الالتزام بها من تلقاء أنفسنا بدون رقيب.

حرية المصور (2)
استكمالا لموضوع الأسبوع الماضي حول حرية المصور وحدودها، وكي لا تختلط الأمور على هواة ومحبي التصوير بان الأنظمة والقوانين لأتسمح باستعمال كاميرات التصوير إلا بموافقات من قبل السلطات الحكومية ولكي لا يتصور البعض إنني افرض القيود والالتزامات الغير مبرره عليهم وتتعقد الأمور.
أحببت أن أكمل الموضوع المتعلق بالجانب الأخر الذي يمارسه محبي التصوير وهو أن لهم الحرية في التقاط الصور في كل مكان ذلك أن الصور التي يلتقطونها في الحياة العامة تختلف اختلافا كليا عن الصور الصحفية المهنية.، التي يكلف المصور الصحفي بالتقاطها باجتهاده الخاص.
يحق لهواة ومحبي التصوير أن يحملوا كاميراتهم أينما رحلو وأينما حلو وبإمكانهم التصوير بكامل حريتهم في اى مكان عدا الأماكن الممنوعة التي تحوي علامات إرشادية تدلل على ذلك أو تلك التي تعتبر من الأماكن السيادية أو العسكرية أو التي تحيط بها الحراسات، والقصد من ذلك أن يعرف المصور الهاوي أن علية واجبات تجاه امن بلده والمحافظة عليه.
يحق للمصور الهاوي أن يصور عائلته في الشارع أو المتنزه أو الحدائق العامة وفي حديقة الحيوانات أو في العروض والمهرجانات أو مع أصدقاءه في السفرات الترفيهية أو العلمية.
كما يمكنه التقاط الصور السياحية بمختلف أشكالها للمناظر الطبيعية الخلابة التي يصادفها في طريقة أثناء تنقلاته في السهول والجبال والوديان وفي الصحارى وفي سواحل البحار وعلى ضفاف الأنهار والشواطئ والبحيرات على أن يراعي التعليمات عند التصوير بالمسابح في المرافق السياحية مع المحافظة على حرمة الخصوصية للآخرين، ومثلما انك لاتحب أن يلتقط احد غريب صورة لأفراد أسرتك فعليك أيضا أن تعطي الحق للآخرين بذلك.
يحق لهواة ومحبي التصوير لاسيما بعد أن انتشرت و بشكل واسع الكاميرات الرقمية وصغر حجمها ودمجت مع أجهزة الموبايل وأصبحت رغم صغرها ذات جودة عالية وبمتناول يد الجميع، حيث اخذ التصوير طابعا شعبيا واسعا، وأصبحت الكاميرات في كل مكان وفي كل شارع وحديقة وزقاق بعد أن كانت حكرا على عدد قليل من المصورين الصحفيين من أبناء البلد وعلى الزوار الأجانب الذين يجوبون بلادنا لتصوير أثارنا وتاريخنا وجمال مدننا وبساطتها والحياة العفوية فيها، وأصبح تقليد لدى عامة الناس سابقا أو حتى حاليا أن من يحمل الكاميرا هو أجنبي ومازلت أصادف بعض الناس صغارا أو كبارا في أزقة صنعاء القديمة عندما يبادرني بالسلام والترحيب بكلمة (هلو)فأرد له الجواب بـ (هلو ورحمة الله وبركاته )فيضحك الجميع من المفاجأة بأنني أتكلم العربي وإنني عربي من احد الدول العربية ولست أمريكيا أو بريطانيا أو ألمانيا" أو حتى هنديا.
هواة التصوير لهم مرونة كبيرة في تحركهم وهم يحملون كاميراتهم لاسيما عندما يكونوا بصحبة الهواة الآخرين حتى تكون المنافسة والحماسة اشد في التقاط الصور. على أن لا ينسى الهواة وهم يحملون الكاميرا أن عليهم واجبا كبيرا هو احترام الآخرين عندما يقومون بتصويرهم، حيث أن هنالك بعض الأشخاص من كبار السن يرفضون أن يتم تصويرهم. وتعرف ذلك ببساطة من خلال توجيه الكاميرا على هولاء الأشخاص فيرفضون ذلك من خلال أشارة أيديهم بعدم السماح لك بالتصوير، وعليكم احترام رغبة الآخرين، دون الدخول في جدال ونقاش وأسباب ومسببات.
أجمل الصور التي يلتقطها الهواة هي للأسواق الشعبية المختلفة التي تحمل أسماء ومسميات تدل على مواقف أشخاص أو تنسب لمهن تمارس فيه، فتشاهد كل سوق يحمل سمة خاصة به، وحتى رائحته تختلف عن الأخر، لترى المصورين يتبارون بالتقاط الصور التي تجعل المشاهد يحس برائحة الأشياء في ذلك السوق من خلال الدقة في التعبير بالتقاط الصورة.
وتشاهد الباعة في الأسواق بمختلف إشكالها وحتى أصحاب المحلات يرحبون بالمصور ويعرضون عليه ضيافتهم ويتمنون أن يلتقط لهم ولبضاعتهم الصور، لاسيما وان الأسواق الشعبية تمتاز بخصوصية عرض البضاعة التي تحويها بطرق بسيطة ولكنها ملفتته للنظر وجميلة.
الموروثات الشعبية بشكل عام هي هدف أساسي للمصورين وعليهم استغلال الفرصة لتصوير ما يعرض أمامهم من أزياء ومأثورات شعبيه بمختلف أشكالها.
بإمكان هواة ومحبي التصوير أن يطاردوا الضوء والظل في كل زقاق وشارع وان يلتقطوا أجمل اللقطات الفنية وبمختلف إشكالها، وليوثقوا حياتهم وملامحها بتفاصيلها التي هي بالتأكيد ستكون جزء من أرشيف وتاريخ المدينة والتي لها حق علينا أن نحتفظ ببعض ملامحها للأجيال القادمة، رغم بساطتها لأنها وثقت جزء من الحياة اليومية لأبناء البلد.
لاتوجد موانع في الحياة العامة تمنع التصوير عدا ما ذكرته في موضوع الأسبوع الماضي، وأرجو أن تكون هذه الملاحظات دليل عمل للمصورين ولهواة التصوير خلال حياتهم اليومية وإثناء تجوالهم وبرقبتهم كاميراتهم العزيزة

موضوع: رد: حرية المصور السبت ديسمبر 05, 2009 8:24 am

ana a3ta9id anho a7ssan jarida fi almarrib hiya jaridat almassa2 fi 3amodiha almokhassas l(chof tchof) حرية المصور Star3