الوحده العربيه .. وهشاشة العظام .

ان ما وصلت اليه حالنا من تشرذم وتفرقه لم يسبق لها ان وصلت اليه من قبل ، واصبح التطاول على بعضنا شىء من الواجبات والملزمات ومخالفت بعضنا على ما يستحق المخالفه وما لا يستحق ، والمسئولين العرب وجدوا فى خلق اعداء وهميين وسيله سهله لايهام مواطنيهم بوجود الخطر الخارجى وضرورة التوحد ضده ورص الصفوف واعلاء الكلمه الوطنيه وفداء لرأس الدوله المبجل والمنزه عن كل خطء او زله ، وهذا الامر تقوم به الدول العربيه لتوجيه مواطنيها بعيدا عن التفكير فى امور اخرى ، وهذه الامور لو اصلحتها الدوله لكانت التكاليف اقل والنتيجة مردودها حسن للوطن والمواطن لكن الراحه للعربى من المحظورات سواء من اهله او اعدائه .
فمنذ سنين مضت ونحن نسمع ونرى الدعوات للوحده العربيه وضرورة التلاحم العربى وتوحيد الجيوش وتحطيم البوابات الحدوديه ، الا انه اظهر الزمن ان هذه الشعارات انما هى للاستهلاك الاعلامى فقط ، فالعرب يمكن اعتبارهم حاربوا عدوهم الرئيسى ثلاث مرات 48-67-73 بينما لم تسلم اغلب الدول العربيه من اعتداءات العدو من المغرب الى المشرق وهم ساحه مفتوحه له بموافقتهم او غصبا عنهم .
اما مع بعضنا فحدث ولا حرج ولا يمر شهر الا ونسجل حاله او اكثر من استفزازات عربيه عربيه وهم على احر من الجمر فى سبيل اشعال الحرب مع بعضهم البعض ، فالتدخل فى شئون الدول الاخرى شائع ولا نريد الخوض فيه ، ولكن ما حدث فى سبيل مباراه من تسعين دقيقه من حشد للامكانيات واستنفار للقدرات الاعلاميه وتجنيد الجماهير لتشجيع فريق لكرة القدم وفى لعبة هو معرض فيها للخساره كما هو معرض للفوز وليست هى المباراه الاولى ولا هى بالاخيره ، واعلان حالة الطوارىء من اجلها وهم على اهبة الاستعداد لاى امر قد يحدث فى سابقه تنبىء عن هشاشة وضعنا وقلة حيلتنا بمباركه من اولياء امورنا .
فنحن شاهدنا الحشد الاعلامى المبالغ فيه من اجل اهداف اقل ما يقال فيها انها تافهه ، فها نحن بعد اختلافات بداية ونهاية شهر رمضان نشاهد تعمق الهوه بين العرب حتى فى العيد الاضحى وفى وقت نرى فيه التطور العلمى ووسائل الاتصالات ، لكن لا زلنا نسعى لتشتيت افكارنا واحباط كل الظروف المؤديه الى وحدتنا ..