رفــقــاً بالاحــتــرام

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

رفقاً بالاحترام
،،
ادعاء الأخلاق والفضائل لم يعد اليوم اعجوبة تندهش لها عقول الاصدقاء ولا الاوفياء ولا البهلاء على اختلاف انواعهم ، على قدر ما اضحت الظاهرة تثير فقط الاشمئزاز لدى
العقلاء ممن رأى واتقى ... الاحترام كلمة هي الاخرى ليس غريبة ولا بجديدة الا عندما تسخر لجني الاموال وقطع الأرزاق ، ومن قطع الأخيرة فالأفضل له البدأ في تجريب
قص الرقاب فهو اسهل واهون ..حين يتجرأ البعض على الاشادة ورفع الاصوات معا نحو الاحترام وما تبعها من خزعبلات التي سرعان ما تنتهي بقلع " الكوسيتم" وركن
السيارة في المرآب يتبادر الى اذهاننا مباشرة ان الاحترام مجرد شعار برجوازي ان لم نقل سياسي ..
الا ان الصراحة تتحدث بالعكس ، فالاحترام ليس قميصا يرتدى بالشارع ويقلع بالبيت كما نرى لدى العديد من الناس فسرعان ما يحول هؤلاء منازلهم الى اوكار للشياطين ،
خصوصا حينما يقلع ثوب التربية والكلمة الطيبة من لسانهم ، فلا رحمو زوجاتهم ولا ابنائهم ان لم نقل حتى والديهم ، وهذا ما تعيش على وقعه العديد من الاسر العربية في
مجتمع زج بالاحترام ضمن دائرة الخصوصية المفرطة ، ولن يكون الاحترام هو انزال البصر امام الناس والتذرع لغير الله فهي مذلة ، كما انه ليس بمعنى ان نسكت عن
الحق تحت مظلته او درعه ! ...
الاحترام ان نحسن الاحترام !! ان نحسن مخاطبة الابن كما احسنا مخاطبة الاب ان نحسن مخاطبة الغفير كما احسنا من قبل مخاطبة المدير ، الاحترام ان تلقي التحية على
الجار قبل ان تلقيها على من تعاملت من التجار وليس برمي القمامة امام الباب وفي الجوار ،الاحترام ان تعطي الجميع فرصة بعد الخطأ وان تعطيهم ترقية بعد الصح.. والامر
ليس مقتصر على الحياة الاجتماعية كما يعتقد البعض بل تتعدى الى السياسية من مثل احترام القانون والى التعليمية من مثل احترام العلم والدين بطبيعة الحال بالتقيد بما ورد
فيه من قيم ومبادئ واجبة التنفيذ وليس الاحترام فقط...والسبيل لهذا كله ليس بالمثالية ولا الميتافيزيقية كما تبدو الحكاية، فالكل فرد هفواته ولكل شخص عاداته وهذا امر
بديهي سلمنا به كما تمسك هو الاخر بنا .. الطريقة بسيطة هي ان نحترم الاحترام وان لم يكن فلنرفق به فحسب ..
،،